الثلاثاء، ديسمبر 08، 2015

مليكة مزان : أحمد عصيد قد يقبل تضامن أي كان معه إلا أن يكون تضامنا من طرف مليكة مزان

( حوار مع موقع بديل )

نص الحوار:

1- كيف تلقيت ورود اسم أحمد عصيد ضمن لائحة المستهدفين من طرف الخلية الإرهابية التي ألقي القبض عليها نهاية الأسبوع الماضي؟

ج: إذا ما صدقنا تصريحات السلطات المغربية للصحافة سأقول بأن استهداف رمز أمازيغي كبير مثل الأستاذ أحمد عصيد كان أمرا منتظرا، وذلك بالنظر إلى ما يمثله هذا الرمز من انتصار للفكر التنويري بالمغرب، فكر لطالما أزعج تلك الطمأنينة الهشة لكل من اختار أن ينتصر لفكر آخر، غير أن ذلك لم يمنعني من تلقي الخبر بتأثر بالغ أيقظ لدي تلك المشاعر النبيلة التي كنت أحس بها إزاءه، مشاعر كلها حب وتعاطف وخوف كبير عليه من أذى الذين يفضلون التصفيات الجسدية لمخالفيهم في الرأي، بدل الدخول معهم في حوار عقلاني متمدن يعرفون أنهم لا يملكون أصلا القدرة عليه، ولا تلك الأدوات الكفيلة بأن تحقق لهم ما ينشدونه من غلبة لمنطقهم وفكرهم.

 2- بعد الكشف عن اسمه، هل اتصلت به تعبيراً منك عن تضامنك معه؟

ج : أحمد عصيد قد يقبل تضامن أي كان معه إلا أن يكون تضامنا من طرف مليكة مزان. سبق أن أعلنت تضامني معه في إحدى الحملات السابقة التي استهدفته، لكنه رفض ذلك رفضا قويا، وهو موقف غريب منه آلمني كما حيرني، بل وكان من الأسباب التي بنيت عليها قرار قطعي لكل صلة كانت تربطني به.

 3- أبديت من خلال صفحتك الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك، استغرابا كبيرا بسبب الكشف عن هوية أحمد عصيد وحده، في مقابل التكتم عن هويات شخصيات أخرى. ما هي أسباب هذا الاستغراب؟

ج : كشف السلطات المغربية عن اسم مستهدف واحد دون باقي المستهدفين هو فعلا أمر يدعو لطرح أكثر من سؤال خاصة وأن هذا المستهدف لم يكن غير مفكر أمازيغي علماني معروف بنضاله الحقوقي الصارم هو أحمد عصيد، وعلى تلك السلطات أن توضح أسباب هذا الموقف الانتقائي الغريب المريب بدل أن تترك الباب مفتوحة لتلك القراءات العشوائية التي لن تخلق سوى جو من انعدام الثقة ما بين الدولة والشعب.

4- ما تعليقك على من يعتبرون أن "حملتك" ضد عصيد خلال الأشهر القليلة الماضية، كانت وراء استهدافه من طرف الخلية المذكورة؟

ج : ما بدر مني إزاء أحمد عصيد يمكن تسميته بأي اسم آخر إلا أن يكون اسمه حملة أو مؤامرة ، فأنا بالنظر إلى ما يمثله هذا الشخص سواء بالنسبة لي أو بالنسبة لكل الأمازيغ لا يسمح لي ضميري بأن أخطط لأية حملة ضده، لأن أي حملة تستهدفه إنما في الواقع تستهدف شعبنا وأرضنا وقيمنا كأمازيغ وكل مقومات وجودنا واستمرارنا.


لو أن أحمد عصيد كان صريحا وواضحا وصادقا في علاقته بي لما اضطررت إلى أن أنقل خلافي معه إلى فضاء النقاش العمومي وهو السلوك الذي استهجنه الأمازيغ وأولوه على أساس أنه سلوك عدواني رخيص بهدف إلى المس بمصداقيته كمناضل حقوقي. هذا بالإضافة إلى أن ما جعله مستهدفا ليس خلافي معه، بل نوع الفكر الذي يمثله وتلك الشجاعة النادرة التي عرف بها في طرح قضايا حساسة وشائكة للنقاش العمومي.