السبت، يونيو 28، 2008

الأمازيغية مليكة مزان تقصى من أمسية شعرية لأسباب سياسية وعنصرية

بعد أن توصلتْ برسائل ومكالمات هاتفية من السيد بوجمعة العوفي ( رئيس فرع اتحاد كتاب المغرب لمدينة تازة )
يدعوها فيها للمشاركة في الأمسية الشعرية النسائية التي نظمها الفرع يوم 21 يونيو الجاري ( 2008)
فوجئت الشاعرة الأمازيغية الملتزمة مليكة مزان بنفس الشخص
(والذي كان يلح أيما إلحاح على أن تستجيب الشاعرة للدعوة
نظراً لأصالة تجربتها الشعرية وجرأتها الفكرية كما جاء في رسائله إليها )
فوجئت به وهو يقصيها من أي مشاركة ، مرجعاً ذلك إلى ما وقع تحته من ضغوطاتِ فعاليات ثقافية محلية
لم تر في دعوة مليكة مزان إلى المشاركة غير إساءة كبيرة للفرع وللشعر النسائي المغربي ولـ’’ القضايا العربية ’’ .

وقد لخص السيد بوجمعة العوفي سبب إقصاء الشاعرة مليكة مزان إلى ما سماه
’’ زيارة لها قامت بها إلى إسرائيل رفقة السيد أحمد الدغيرني زعيم الحزب الديموقراطي الأمازيغي المغربي المحظور ’’
والذي كانت إحدى المنظمات العالمية الناشطة في مجال مناهضة الحقد والكراهية بين الشعوب
قد استدعته للمشاركة في مؤتمرها الأخير ، مؤتمر كان من ’’ سوء حظ ’’ السيد أحمد الدغيرني أن عقد في إسرائيل
لكي يصير بعد ذلك هدفاً لكل الشتائم والاتهامات ، هذا مع العلم أن مليكة مزان لم يسبق لها أبداً أن توجهت إلى إسرائيل
ولأي غرض من الأغراض ، ومن جواز سفرها الشخصي برهان قاطع على ذلك .

يبقى الهدف الحقيقي ـ إذاً ـ لكل إقصاء طال الشاعرة الملتزمة مليكة مزان من الأمسية المذكورة
ومن كل مهرجان دعيت إليه أو أي نشاط ثقافي آخر تجاهلها من قبل
إنما هو الرغبة العنصرية المَرضية في محاصرة كل صوت أمازيغي قوي يأبى إلا أن يناضل
لانتزاع المطالب الشرعية لقضية إنسانية حقيقية عادلة كالقضية الأمازيغية .

بهذا الإقصاء اتضح جليا أن الهدف من توجيه الدعوة للشاعرة مليكة مزان إنما هو استفزاز الإسلاميين وكل المتديين
لاعتقاد السيد بوجمعة العوفي الخاطئ ولكثير من قراء الشاعرة أنها إنما تنتصر لفلسفات العهر والكفر
كما قد يتبادر إلى ذهن السطحيين من المتعاملين مع تجربتها الشعرية العميقة ذات البعد الإنساني القوي ،
ذاك البعد الذي لم يكن أبدا ضدا على ضرورة إيفاء كل إنسان حقه في التدين أو عدمه ،
وضرورة احترام معتقده ، ولا كان دعوة إلى السخرية من الأديان على اختلافها .

ليست الشاعرة هنا في موقف الدفاع عن آرائها أو تجربتها الشعرية بقدر ما هي في موقف من تستنكر وبقوة
أن تكون قد وجهت لها الدعوة لا لذاتها كشاعرة مغربية أصيلة بل لأغراض إيديولوجية محضة ،
أغراض فضحت من جهة أخرى عنصرية الدعوة ، إذ كانت دعوة فقط لإيهام الأمازيغ
بأن عرب المغرب ومثقفيهم بصفة خاصة على قدر كبير من التسامح والانفتاح على الآخرين ،
أو على الأقل لدفع الأمازيغ إلى التزام سلوك واحد :
انتظار أن تتصدق عليهم الجالية العربية المقيمة على أرضهم ببعض الانفتاح والتسامح والاعتراف والاحترام
وهم الذين في عقر ديارهم ، وهم الذين كان من المحتمل أن يكونوا المنغلقين الرافضين لكل الوافدين ،
أو على الأقل السباقين إلى التصدق بذلك التسامح الذي تتبجح به الجالية العربية على السكان الأصليين ،
غير أنهم ليجدون أنفسهم الآن ضحية سهلة لكل أشكال الإقصاء والرفض ،
رفض مازالوا في سبيل استنكاره ( عاراً على جبين العروبة )
يتجرعون ألواناً كثيرة من العذاب والذل والظلم .