موقع مليكة مزان.. شاعرة وروائية وناشطة أمازيغية علمانية...
الاثنين، نوفمبر 03، 2014
أزمة عقول
الثلاثاء، يوليو 16، 2013
الإبداع النسائي جاء ليكسر تقاليد البنى الأدبية
بقلم الناقد المغربي مبارك أباعزي
عن موقع جريدة " العرب " عدد : 16 يوليوز 2013
احتل السرد الروائي مكانة الصدارة في الآونة الأخيرة ، فيما تراجعت حظوة أجناس أدبية أخرى كانت تعتبر في حقب تاريخية جوهر الأدب وماهيته من قبيل الشعر والقصة والمسرح؛ ففي الغرب مثلا يقبل جمهور القراء على ابتياع الرواية، ولم يعد هناك مجال لظهور الشعر بالشكل الذي كان عليه في ما مضى.
وفي التاريخ الأدبي القديم عند العرب، كانت الأجناس التعبيرية غيرُ الشعرية مدخلا للممارسة الأدبية الحقة، أي قرض الشعر ونظمه، وفي القرن التاسع عشر كان المسرح سيد الأدب وعماده، فيما ظلت الأجناس الأخرى مجرد حصى بين الصخور. أما في العقود الأخيرة فقد شهدت ظاهرة جديدة جعلت أمور الفعل الإبداعي تنقلب عكس المعتاد، أي أن الممارسة الأدبية الحقة هي الكتابة الروائية، دليل ذلك أن الكتاب يبدؤون بالشعر وينتهون بالرواية.
إن أجمل التجارب الأدبية الموقعة بأسماء نسائية هي تلك التي دشنتها أحلام مستغانمي بإصدارها روايتَها الأولى “ذاكرة الجسد”، وجاءت بعدها نصوص سردية أخرى هي “فوضى الحواس″ و”عابر سرير” و”نسيانكم” و”الأسود يليق بك”، لكن ما لا يعرفه الكثير من القراء هو أن التجربة الأدبية لأحلام مستغانمي بدأت بالشعر حينما أصدرت ديوانين هما “الكتابة في لحظة عري” و”على مرفأ الأيام”.
أما تلك الفريدة الأمازيغية المسماة مليكة مزان فقد تشكلت دماؤها من الكلمة الشعرية، فتوجت الأدب الأمازيغي المكتوب بالعربية بدواوين ستة هي :
جنيف .. التيه الآخر
لولا أني أسامح هذا العالم
لو يكتمل فيكَ منفاي
حين وعدنا الموتى بزهرنا المستحيل
متمرداً يمر نهدكِ من هنا
لكنها أرادت اختبار غواية الرواية بإصدارها لـ " إلى ضمة من عطركِ ! " ، وهذا قد يحيل إلى أن الممارسة الأدبية الحقيقية هي السرد الروائي.
السبت، يونيو 29، 2013
مليكة مزان وباقي الملاعين

انطباعات للصحافي المغربي عبد الرحيم نفتاح
( عن موقع نون الإلكتروني بتصرف )
وأنا أقرأ لأول مرة قصائد ثائرة، جريئة، وبلغة ملغومة جدا، موقعة باسم مليكة مزان، تملكني فضول كبير لسبر أغوار هذه الشاعرة التي خرجت عن الصف، وتخطت الخط الأحمر، وحطمت الرقم القياسي في اللغة الشعرية، معلنة عصيانها نهارا جهارا للدين والسياسة والجنس، ثم تقاطرت علي الكثير من الأسئلة، عن قصة هذه... الشاعرة وخلفياتها وحياتها ودفعتني هذه الأسئلة بداية إلى التفتيش عن حياتها، أفكارها ...
أولى النتائج العاجلة تفاجئني بأن السيدة متهمة بالإلحاد والعهارة وغيرها من أوصاف الزندقة والمروق... هنا سيزداد فضولي، لكن هذه المرة ليس لمعرفة حقيقتها إلكترونيا، بل واقعيا، وأخذت أبحث للوصول إلى خيط يوصلني إلى هذا السيدة، فكرت بداية في مراسلتها من أجل مقابلة صحفية، سأتوصل بعد ذلك برد من الشاعرة ترفض بطريقة لبقة، مضيفة بأن العديد من الصحافيين طلبوا منها إجراء مقابلة صحفية معها لكنها رفضت لأسباب شخصية وأمنية، مؤكدة بأنني سأتعب نفسي دون جدوى..لكن تحت إصرار مني، وبعد تجريب مختلف المحاولات، وبعد صبر طويل، نجحت في إقناعها بإجراء المقابلة لكن بشرط عدم التسجيل.
قبل اللقاء رسمت كل السيناريوهات في مخيلتي، وطرحت الكثير من الأسئلة، كنت متحمسا لمقابلة هذه الإنسانة المتمردة على كل شيء لأغذي فضولي الشخصي وفضول الآلاف من المتابعين لكتابات مليكة مزان داخل المغرب وخارجه.
بجلباب أسود فضفاض نسبيا لايرسم تفاصيل جسدها الذي طالما تغنت به في قصائدها، وبوشاح خفيف طوق عنقها، جاءت اللقاءَ في الزمان والمكان الذي حددناه مسبقا، مبتسمة وجهٍ حافظ على جماله الأمازيغي،( لأن الأمازيغ يعتبرونها أيقونة الجمال الأمازيغي في هذا العصر)، مع هذا الوجه المبتسم، سجلت ثالث الملاحظات(فقد كنت حريصا على ملاحظة أدق تفاصيل هذه المرأة غير العادية) وهو شيء من الارتباك والتوجس وكأن أحدهم يتربص بها، لكن رغم ذلك حاولت أن ترسم على محياها ابتسامة صفراء محاولة طرد شبح هذا الخوف الذي يجثو على قلبها، أخذت المبادرة محاولا مساعدتها في التغلب على هذا الارتباك، الذي قد يربك مقابلتنا، وهو الشيء الذي تأتى مع مرور دقائق الحوار التي تجاوزت المائة.
عندما كانت تتحدث مليكة، كنت بين الحين والآخر أسترق النظر إلى يديها، وقد كانت تفركهما بطريقة تدل على حالة نفسية مضطربة، وكلما عرجت في كلامها على حدث معين تزمجر وتقسو كلماتها ...
ليس من السهل على امرأة كمليكة مزان أن تحيى حياة يطبعها الهدوء والاستقرار، بعد ما عاشت ظروفا عنوانها الأبرز هو المعاناة، كانت تحكي وأراها عصية الدمع، تحكي وكل حكاياتها عن قسوة وظلم و”حكرة” وحرمان و و و
وكلما أمعنت مليكة مزان في قص حكاياتها المحزنة، كنت أراها ضحية لعبة ممنهجة، وخطة وقحة رسمها غيرها ووقعت في شباكها، هذا الغير الذي طلبت مني عدم ذكره في الحوار، لأنه مازال يهدد كيانها، ويعد عليها أنفاسها...
عندما قرأت بعض قصائدها من ديوانها الأخير الذي جر عليها اللعنات، قلت في قرارة نفسي من هذه الشاعرة الملعونة؟ لكن بعد هذه المقابلة، أدركت جيدا بأن ديوان “أنا والملاعين” وعت صاحبته اللعبة التي مورست ضدها، واستطاعت أن تخلص إلى حقيقة واحدة، أن الحالة التي وصلت إليها اليوم، وأن الحياة التي لم تذق منها غير المرارة والشقاء، كان مصدرها هؤلاء الملاعين الذين أثثوا حياتها، ولازالوا يطاردونها.
أقول ليس دفاعا عن مليكة، ولا من باب الشفقة على حالها، ولكن ربما من باب التضامن، مليكة مزان ليست بملحدة ولا بعاهرة ولا بزنديقة ولابمجنونة ولا ولا..مليكة مزان إنسانة تؤمن بالله الخالق ... أكثر من مؤمني هذا الزمن، الذين أكلوا الغلة ونسوا الملة...وإن كانت كتاباتها إلى اليوم تبدو خارجة عن الملة فلأنها تعكس ملة هؤلاء الملاعين الذين لازالوا ينغصون عليها حياتها ...
خلاصة القول أن ليس في حياة مليكة مزان وحدها ملاعين، فحياتنا جميعا يتربص بها ملاعين من مختلف الأصناف والأوصاف ، ومحظوظ من يستطيع أن يحافظ على وعيه وسلامة عقله في حضرة هؤلاء الملاعين !
الأربعاء، أبريل 17، 2013
شاعرة تطالب الملك بتعلم اللغة الأمازيغية ومخاطبة الشعب بها
مليكة مزان..
شاعرة أمازيغية راديكالية تكتب كلماتها بالعربية كما تطلق وابلا من الرصاص في كل الاتجاهات حتى كاد لا يسلم من شظاياه أحد..فهي تُقر بعلمانيتها الجذرية في كتاباتها وحواراتها ودواوين شعرها..لا تهادن ولا تستكين، ولا تعرف لغة الدبلوماسية خصوصا في كل ما يمس "شعبها" الأمازيغي كما تسميه.
قصائد مليكة مزان، القادمة من آيت اعتاب بجبال الأطلس المتوسط، انتحارية بامتياز حيث تُفجِّر القنابل في وجه كل من يقف في وجهها، فالشعر لديها ليس كلمات منمقة ومنظومة بشكل إيقاعي وطربي، بل خناجر مسمومة تدقها بلا شفقة ولا رحمة في جسد كل من تشم فيه رائحة تعاكس حقوق المرأة أو تخالف طموحات الأمازيغ.
مزان والأمازيغ والعرب
مليكة مزان اتُّهِمت غير ما مرة بكونها "مُلحدة" و"علمانية" من فرط الشحنة "الهجومية" التي تندلق بها أبيات قصائدها المتفجرة، فمرة قيل عنها كونها تسب الله والرسول، ومرة بأنها تهين الإسلام، أو تتلاعب بالسور القرآنية..غير أن هذه الشاعرة سرعان ما ترد على مثل هؤلاء مُهاجمة كعادتها: "هل لأنني أدافع عن فقراء الشعب إذا أنا ملحدة؟، نعم أنا في هذه الحالة أكبر الملحدات، وأنتم ماذا استفاد الناس من إيمانكم غير البسملة.." تقول مزان.
ولا تتردد هذه الشاعرة، التي يجدها البعض متعصبة في مواقفها إزاء القضية الأمازيغية، في مطالبة "الأسرة الملكية الحاكمة بتعلم اللغة الأمازيغية، والتحدث بها مع أفراد وجماعات هذا الشعب خلال كل الزيارات التي يقوم بها أفراد الأسرة الملكية لمناطق مختلفة من المملكة، وكذا في خطابات الملك، فبهذا وحده ستثبت النية الحسنة" كتبت مزان في صفحتها على الفايسبوك.
وبلغة أكثر جرأة تردف صاحبة ديوان "أنا وباقي الملاعين" مخاطبة الأمازيغ قائلة :
" أيها الأمازيغ، لسنا في حاجة إلى أمير للمؤمنين بقدر ما نحن في حاجة إلى أمير للأمازيغ، أمير يحس بما يحسون ويتألم حين يتألمون! وتثور ثائرته حين يهانون! أما وأن النظام لا يفعل شيئا سوى التفرج من بعيد فإننا نعتبر أنفسنا، نحن الأمازيغ، يتامى هذا البلد، وشعبا بلا ملك ولا أمير.. حتى إشعار آخر" ، على حد تعبير مزان على حائطها الفايسبوكي.
وتهاجم الشاعرة ذاتها العرب بقولها :
"أفضل لو أن شعبي الأمازيغي بقي يعيش منغلقا على نفسه في أحد أدغال الطبيعة الواسعة الكثيفة مثل الشعوب البدائية، ذلك أفضل له بكثير من هذه الحضارة العربية الإسلامية التي يتجرع في ظلالها الويلات"، قبل أن تردف "مادام العرب قد أساءوا للإسلام لماذا لا يتنازلون عنه لنا، نحن الأمازيغ ، لنحسن صورته في عيون العالم ؟ ".
...
السبت، أبريل 13، 2013
الشاعرة مليكة مزان: لسنا في حاجة إلى أمير للمؤمنين ...
عن موقع : فبراير.كوم
الجمعة 12 أبريل 2013 الساعة 10:12
وجهت الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان رسالة إلى الملك عبر الفايسبوك، دعته من خلالها إلى تعلم اللغة الأمازيغية لمخاطبة الشعب بها، وقالت أننا في المغرب لا نحتاج، حسبها، إلى أمير المؤمنين، وإنما إلى أمير الأمازيغ الذي يحس بالأمازيغ ويتألم حينما يتألمون.
يقولون إنها ليست ديبلوماسية، وأنها أمازيغية علمانية راديكالية.. تتطرف في الكلمات وهي تتفنن في ترصيعها بالقوافي العربية! ويذهب البعض إلى حد وصف قصائدها بالقصائد الإنتحارية!
تكتب باستمرار.. تبدو كلماتها كحلم لكن سرعان ما تتحول جرأتها إلى كابوس أحيانا يقض مضجع الكثير ممن يرى أن كلماتها تتجاوز كل الحدود .
تقول :
ماذا ، لو جولة ً إضافية ً ، صالحنا الجسد على الجسدِ ؟!
فلنصالح إذاً الأجساد على بعضها !
لنصالحها ، فقد تنبت لنا أجنحة أحلى:
آهاً كم تصرخ أجسادنا في غياب جوعها إلينا !
كم في غيابنا تمتد أجسادنا صحراء كاملة !
تبدو مستفزة وهي تهاجم العرب ، ومتمردة وهي تخاطب الرجال ولا تتردد وهي توجه الإتهامات مثلما حدث وهي تحمل العرب وزر الإساءة للإسلام:
"أفضل لو أن شعبي الأمازيغي بقي يعيش منغلقا على نفسه في أحد أدغال الطبيعة الواسعة الكثيفة مثل الشعوب البدائية، ذلك أفضل له بكثير من هذه الحضارة العربية الإسلامية التي يتجرع في ظلالها الويلات"، قبل أن تردف :
"مادام العرب قد أساءوا للإسلام لماذا لا يتنازلون عنه لنا، نحن الأمازيغ ، لنحسن صورته في عيون العالم..؟".
وهكذا ردت على من وصفوها بالملحدة:
" رغم ما يروج عني من اتصاف بالعنصرية وبالفجور وبالإلحاد، فإني أقسم بالله العلي العظيم، ربي الذي في خاطري وفي صدري وفي ضميري، لا رب العرب والمسلمين، أن الخالق العظيم يحبني أنا مليكة مزان، وكما أنا، بل ويرفعني درجات أعلى من درجة بعض المرضى هنا بضعف النظر وسوء القراءة وشر التأويل! ومرة أخرى أقول لأصحاب كل الاشاعات الكاذبة عني: اتهاماتكم لا تخيفني وفتاواكم لا تحرك في رأسي شعرة واحدة، ومن يجب أن يدخل قفص الاتهام ويُدان هو : أنتم !!! لا ... أنا!
..متمردة هكذا تصف نفسها وهي تخاطب الرجل:
"ليس هناك ما يعكر حياة الرجل كامرأة ذكية، متمردة، حرة، قوية، مستقلة !
وتضيف بجرأة شعرية تثير من يتابعها على الفايسبوك:
" أنا لا يهجرني الرجال!
أنا أخونهم واحدا تلو الآخر مع .. شيطاني!
ثم أطردهم من حياتي كما تطرد الكلاب الجرباء!"
وفي سياق آخر كتبت:
خططت لأن يقتصر سريري على نبي واحد
فإذا عدد الأنبياء يفوق ما لدي من أسرة !
لم أكن أتوقع أن ديني بكل هذه الشساعة !
وتكتب:
بقمر ٍ ناضج ٍ أعدكَ
بشفتين ِ جائعتين ِ
بقصيدة ٍ سكرى
بطقوس عاشقة لا تهادن !
تمارس في شعرها السياسة بعيدا عن الأحزاب والحساسيات السياسية وهي تطالب في إحدى كتاباتها على الفايسبوك "الأسرة الملكية الحاكمة بتعلم اللغة الأمازيغية، والتحدث بها مع أفراد وجماعات هذا الشعب خلال كل الزيارات التي يقوم بها أفراد الأسرة الملكية لمناطق مختلفة من المملكة، وكذا في خطابات الملك، فبهذا وحده ستثبت النية الحسنة"
وبلغة أكثر جرأة تردف صاحبة ديوان "أنا وباقي الملاعين" مخاطبة الأمازيغ قائلة :
"أيها الأمازيغ، لسنا في حاجة إلى أمير للمؤمنين بقدر ما نحن في حاجة إلى أمير للأمازيغ، أمير يحس بما يحسون ويتألم حين يتألمون! وتثور ثائرته حين يهانون! أما وأن النظام لا يفعل شيئا سوى التفرج من بعيد فإننا نعتبر أنفسنا، نحن الأمازيغ، يتامى هذا البلد، وشعبا بلا ملك ولا أمير.. حتى إشعار آخر"
الخميس، مارس 14، 2013
مليكة مزان صوت شعري تجاوز عصره وتجاوز حدود المغرب
في سياق القراءات النقدية المواكبة للتجرية الشعرية لمليكة مزان ، تلك القراءات التي دشن لها نقاد مشارقة من سوريا والعراق ، هذه إحدى القراءات التي شرع النقاد المغاربيون ينجزونها إنصافا لهذه التجربة التي فرضت نفسها بالرغم من كل حصار رسمي محلي مضروب عليها .
بقلم الناقد الجزائري تنقالي عبد الرحمان
بما أن النص الأدبي تجاوز النقد عموما فإننا نجد الكتابات النقدية لا تضيف في أيامنا هذه الشيء اللائق بما يكتبه أدباؤنا وشعراؤنا ، كما أن القراءات قليلة ولا تبحر في النص الشعري كثيرا، ولا تخوض في سراديب القصيدة التي تبقى دائما أبعد بكثير في دلالتها مما نقرؤه من دراسات عابرة ، ومجحفة في حق أدبنا الجميل ، والشيء المحزن أكثر هو أن النقد أقل جرأة بكثير من النص في تركيبته الدلالية ، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة في عصرنا الحديث الحافل بأسماء مبدعة ...
يقودني هذا الحديث للإشارة إلى الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان ، التي أخص تجربتها الفريدة بمقالي هذا ، هذه الشاعرة الأمازيغية التي تجاوزت عصرها ، ولم ينصفها إلا القليلون . القصيدة لديها اعتلت عرش الجرأة والكبرياء ، بحيث أن معظم الكتابات النقدية لم تضف إلا القليل من الشأن لشاعرة بهذا الحجم ، وهذا يستدعي منا كنقاد الكثير من الجرأة لمواكبة نصوصها الشعرية الثائرة ...
لا أظن أبدا أن هذه الشاعرة تكتب وهي مستريحة على أريكتها القطنية ، وترتشف فنجان قهوتها في باحة بيتها الخلفية ، إنها فضلت الانتحار وتفجير الذات ، وهذا ما يدعونا لاحترام هذا الإبداع المتميز ، فالكتابة على حد اعتقادي هي موت من أجل حياة أفضل ، هي تضحية لقضية ، وما تكتب مليكة مزان يحتاج إلى وقفة خاصة وشحذ الكثير من الأقلام فأين نحن اليوم من الأدب الذي يناضل بشراسة من أجل قضية الإنسان ؟!
يصفونها بالعهر لأنها عكست عهرنا ، لأنها امتدادنا المفضوح ودليل قبحنا الواضح ، ولن يفيدنا الإنكار، لقد اختارت التمرد على الدربكة والتهليل ، وأطلقت صوت الرفض عوضا عن الزغاريد والرقص مع أنغام الموسيقى الماجنة .
الجمعة، مارس 01، 2013
مليكة مزان صوت شعري نسائي محشو بالبارود
نص مقال الأستاذ تنقالي عبد الرحمان :
كنت ولازلت أكره المجاملات وإظهار الولاء للكثير من الأدباء ، لأنني كقارئ ومبدع أهتم لما يكتب دون مراعاة كبيرة لمن يكتب ، فإظهار الولاء يأتي عندي في المرتبة الثانية، لكن للأسف الشديد أن " وطننا العربي " صنع أدباءنا إعلاميا وإيديولوجيا، ولم يرع صوت المتلقي وحاجته الحقيقية لما يريد استهلاكه ثقافيا وأخلاقيا ، فهل أصبح الأدب صناعة وسياسة تحددها مؤسساتنا ، بحيث يستبعدون رأي المتلقي ويلقون برأي نقادنا الحقيقيين عرض الحائط ؟!
شاعرتنا هي مليكة مزان ، أعلنتُ لها الولاء من قراءة أول قصيدة ، هي صوت متميز وواعد بهذه التجربة النادرة، والتي تبعث فينا الأمل بأن الأدب ما زال بخير، وأن صوت الهامش سينتصر ويكون في الطليعة ذات يوم .
إنه صوت نسائي صارخ محشو بالبارود .. يرفض التعليب والتحنيط ، جاء ليكسر أقفال القمع والتهميش ، إنه صوت يشبهنا ويعبر عن آلامنا ويحررنا ، لذلك تبنيناه بتمرده وبجنونه ، بتدينه وكفره ، بفضيلته واشتعاله بالفضيحة .
من الجميل أن يكون للشاعر قضية وللشعر جرأة لتجاوز الحدود وكسر الطابوهات ، والشاعرة مليكة مزان مثال حي لذلك الجنون العاقل وهذا التمرد الإنساني الذي نتفاعل معه ونتقبله بكل وعينا للقهر الذي يعيشه " الإنسان العربي " عموما .
ما جلبني في قصائد الشاعرة هو ذلك التفرد الذي تحمله القصيدة ، فالجديد صارخ وثائر في تركيبة فكرية غير سابقة ، وكوني شاعر فأنا أقدر كثيرا هذا التميز، ولا أستطيع إلا أن أقول أن تجربة الكتابة عند مليكة مزان هي تجربة فريدة ، تخرجنا من القمقم ومن منطق الاستسلام والرضوخ ، فنجد القصيدة مدهشة ومتفجرة وعميقة في دلالاتها ، تدفعنا للتأمل في ذلك البعد البلاغي للكلمات ، وكذلك لفكرة القصيدة في حد ذاتها.
كل القصائد عالجت أفكارا جديدة وغير مستهلَكة ، وهذا ما شدني إلى كل الكتابات ، فالشاعرة لا تعيد نفسها ، هي بكل بساطة مليكة مزان صاحبة المفاجأة ، تحاكي غضبنا وثورتنا في غير تكلف ، وتجسد نمطا إبداعيا من نوع خاص يجعلنا نتجاوز الخطوط الحمراء ، ونسافر عبر الكلمات في رحلة غير منتهية ، في قصائد جاءت بأسلوب سردي وكأن الشاعرة تروي لنا قصة ، فهي تشدنا إليها وتدفعنا إلى إعادة القراءة من جديد .
كانت هذه نظرة انطباعية بسيطة ومتواضعة في شاعرة متميزة ، ومن حيث بدأت سأنتهي بقولي أنه علينا إعادة توزيع المراتب والأولويات ، في زمن تهميش الأحياء ، فإن الكتابة وجبة ساخنة ، و" الإنسان العربي " يحسن فن التذوق .
الخميس، فبراير 28، 2013
أثافي البوح : تخطيطات حول شعر مليكة مزان
تعتبر مليكة مزان من الأقلام النسائية ذوات الباع الطويل في التمرد على أقانيم المجتمع المحنطة ومقدساته الزائفة. هذه المرأة الأمازيغية أرادت لنفسها أن تكون الصدى الذي يعكس صوت الهامش وتمرده، والقلمَ الذي يكتب صرخة الشعب وحرمانه، و"النهد" الذي يرضع الشعرَ ثورته.
إن من يتأمل أشعار مليكة مزان سيجد أن الشاعرة تسعى بخطى حثيثة غير متعجلة لتشكيل نص ذي تيمة مخصوصة، ولعل فرادتها تكمن في اختيارها لتيمة ربما كانت تدخل ضمن اللامفكر فيه؛ فإذا كانت موضوعة البحر مهيمنة في نصوص "حنامينة" ، والسجن والصحراء في نصوص "منيف" ، والقضية الفلسطينية في أشعار "درويش" و"سميح القاسم" ، فإن الموضوعة الأساسية التي تطفح بعبقها نصوصها هي موضوعة النهد الأمازيغي.
ولعل هذا ما يجعل نصوصها تمتاز بخصوصية الرؤية الأمازيغية إلى الأشياء؛ يمتزج الديني بالجنسي في كثير من الأسطر الشعرية وكأن بينهما صراعا من نوع ما، تقول مثلا:
"مضاجعة الفكرة بديلا عن أيما رب".
وهذه الطريقة في الخلق الشعري تصل باللغة إلى ذروتها البلاغية، ذلك أن الصورة الشعرية ليست عدولا عن اللغة العادية كما هو سائد في نصوص الحداثيين ، بل إنها عدول وانزياح عن اللغة المجازية نفسها في صيغتها التقليدية. لهذا تظل المعاني بعيدة وتحتاج لتقريبها إلى الكثير من التأمل الدلالي في العلاقات بين الكلمات والعبارات.
تحاول مليكة مزان أن لا تكبل قلمها بقيود الكتابة الشعرية التي تخنق القوة الإبداعية للشاعرة، فهي حمامة تغرد في وضح النهار وترى الأشياء بعين الصفاء، وتقتحم كل الأصقاع وتطرق كل الموضوعات دون خشية سطوة الأنا العليا، بدءا بموضوعة الدين، مرورا بالجنس، وصولا إلى السياسة .
بل إن نصوصها في حد ذاتها ثورة على تقاليد الشعر نفسها !
هكذا تكون الشاعرة في غير ما حاجة إلى التقيد والحذر لحظة الخلق النصي والنقدي للخطاب الديني، لهذا نجدها تتناص مع النص القرآني من خلال التلميح والمحاكاة الذكية ، محاولة بذلك تهشيم الصورة النمطية التي كرسها التاريخ الشعري العربي منه والمكتوب بالعربية؛
تقول مثلا :
"سبحان أنثاي وتعالت عما يرومون"،
وتقول أيضا:
"أشهى الأرباب من إذا اتخذ غير الأنثى دينا لا يقبل منه".
ومن الأكيد أيضا أن الجنس يستفحل في نصوص الشاعرة إلى حد كبير جدا، ويعود هذا لا محالة إلى القداسة المفرطة التي غلف بها منذ بداية البشرية، واستمر ذلك مع بعض الشعوب، خصوصا منها الشعوب الإسلامية.
هذا الاستفحال هو الذي يضفي على نصوصها طابعا خاصا وذوقا مميزا؛ فها هي الأنثى تتجرأ للمرة الأولى لتغيير مفاهيم الجنس الذكورية وتقول إن النهد هو "اليقين فلندخل فيه أفواجا".
أما ثيمة السياسة فمدخلها الأساسي هو القضية الأمازيغية ، فقد ظلت مليكة مزان الشاعرة الوفيةً للقضية التي أدار لها الجميع ظهورهم وتولوا قبلة المشرق واللغة العربية ليتمكنوا من نيل بعضٍ من حظوة سردية أو سلطة ثقافية.
تقول مثلا عن المقاومة الأمازيغية:
"نهدي لآلهة الزنا
حجر ناري بين خصاها
بركان أمازيغي بلا خضوع".
كانت هذه بعض التخطيطات حول نصوص مليكة مزان الشعرية التي تلخص الثورة والتمرد المتجليين في وضع اليد على ثلاثة أثاف للبوح غالبا ما يتعرض صاحبها للمنع والمصادرة والاستبعاد.
ولعل ما يجب الإشادة به في ما يتعلق بنصوصها الشعرية هو جرأتها الكبيرة التي تجعلها قدوة لكل النساء اللواتي يشعرن بالقهر ويرفضن الرضوخ لمنطق العنف .
الاثنين، فبراير 25، 2013
قراءة في ديوان " لو يكتمل فيكَ منفاي" للشاعرة الأمازيغية مليكة مزان
قبل أن تكون "مليكة مزان" شاعرة فهي مناضلة راديكالية حد الجسارة، الشيء الذي نلمسه ونحن نهيم في وادي شعرها المعتق بنبيذ الجسد العاري والكفر المعلن والتمرد المقصود ضدا على سياسات التفقير والتجويع التي تطال وطنها "تامازغا"، وكل ذلك وهي الرافعة لشعار :
لتكون تامازغا أولا تكون !
( من قصيدتها : " في استفحالي أحبك أكثر " )
كيف لا ومنبتها جبال "أزيلال" الممتدة في جبال الأطلس الكبير بالمغرب العميق ؟!
كيف لا وكل أنواع الحرمان والتجويع واليتم تطال الأمازيغ هنا وهناك ؟!
إنها صرخة أنثى متمردة تنشد تغييرا جذريا يكون فيه مقام الأنثى مثل مقام الرجل، ويصبح فيه اليتم والجوع في أقاصي الجبال دفئا وشبعا في الآتي من الآمال المنشودة في حاضر الوطن "تامازغا" الممتد من المحيط الأطلسي غربا إلى واحة "سيوا" شرقا ، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الحدود المجالية للطوارق جنوبا .
إن للشاعرة نظرة ورأيا خاصا لحل كل المشاكل التي ترتبط بالإنسان الأمازيغي أينما حل وارتحل بأن " تكون تامازغا أولا تكون" ذاك الوطن المعشوق عندها، تتطلع إليه بكل ما تحمله من جنون الوله والحب في قولها :
...
وأذكر نشوتكَ وكيف اشتعل دمي
حرائقَ ، وحدائقَ ، وفنونْ !
آيتكَ صرتُ :
أعشق الوطن أكثر وأسمو في جنون !
( من قصيدتها : " في استفحالي أحبك أكثر" )
فما سر هذه القوة وما كنه هذا الجنون في حب الوطن / الحلم " تامازغا " ؟!
تظل الأم حاضرة في قصائد الشاعرة "مليكة مزان" ، ووصاياها مشكاة تهتدي بها في ظلمات الدروب وتستمد منها نور القوة الذي لا يندثر.
تقول الشاعرة :
طبقا لوصايا أمي أحبكَ أكثر ،
لا كما أحبتكَ أغنية من بعدي
أحبك أكثر !
أحبكَ فسجل أني أقوى من كل اندثار !
( من قصيدتها : شبيها بهذا الشجر كنتَ )
فالأم حاضرة في شعر "مليكة مزان" ، وهذا الحضور يأخذ أبعادا رمزية، فتارة تعتبرها مرجعا أساسيا لسياسات الرفض لديها وتارة أخرى تعتبرها خطيئتها بتمردها على الرب !
والأم بهذا المنحى رمز للوطن الحلم "تامازغا" الذي جعل من الشاعرة رافضة متمردة على كل أنواع اليتم والجور والحرمان والتجويع .
تقول الشاعرة :
رقصة ٌ من أعالي الرفض
ونتماهى في ضمة هي كونُنا الأثير ُ
ونتصاعد نشيداً من قِـدم الحنين ِ :
نعم .. لنداء الروح فيك َ
نعم .. لاشتعال الجسد ِ
ما ديني فيكَ غيرُ عمق شهيِّ الطفولة !
( من قصيدتها : " عرس أنت على مقاسي الأعالي " )
فالشاعرة تنشد هاهنا الكون الأثير للوطن " تامازغا" عبر أعالي الرفض حين يمزج برقصة يحدث التماهي ، مما يظهر هذا التفاعل الحاصل بين ثقافة الشاعرة المتمثلة في التراث الأمازيغي العريق ، عبر نوستالجيا يخلدها النشيد المتصاعد من قدم الحنين للوطن "تامازغا"، من جهة وبين سياسة الرفض التي تشنها حملة ضدا على سياسات التجويع والتفقير واليتم والتسلط الممنهجة من جهة ثانية .
وكلها مناح ترسخ مبادئ الشاعرة حتى تقاوم أي انطفاء قد يغتال اشتعال الجسد ، أو أي قمع قد يخرس نداء الروح . فانطفاء أولهما وخرس الثاني لا يعني إلا الخنوع والاستسلام لقضية تحرص الشاعرة كل الحرص أن يصمد وهيجها متقدا أمام كل محاولة للإطفاء كما تحرص أن تبقى مدوية ضدا على كل قمع.
هذه الرقصة الأسطورية التي تنشدها الشاعرة "مليكة مزان" عبر عملية التماهي تلك، تظل أسطورة مجردة من حضورها الحقيقي في الوطن الحلم " تامازغا"، لتستبشر الشاعرة بالعرس المنتظر الذي وحده ما ستتحقق فيه رقصة التماهي تلك ، وفي المكان الأثير "لإملشيل" ، وبه فقط تصبح أسطورة الرقصة حقيقة حاضرة ـ لا حقيقة مجردة ـ بفعل هذا التماهي مع أسطورة "إسلي" و "تيسليت" في أعالي الأطلس الكبير بإملشيل حيث الاحتفاء بموسم الخطوبة ماضيا كان ، وحيث سيكون العرس المنتظر "لإسلي و"تيسليت" متوجا برقصة التماهي في "إملشيل الحب" ، ومعه تتوج "تامازغا" وطنا كائنا يكون، لا وطنا في خبر كان !
الثلاثاء، يونيو 29، 2010
قراءة جديدة لقصائد مليكة مزان

تنتمي الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان إلى ذلك النوع من النساء الذي لا ينفك يبحث ويبدع ، يثور وينتصر ، منتزعة الحقيقة من كذب الفاسدين عنوة ، أولئك الذين طالوا كل أزمنتنا ...
دعونا
من كل أزمنتنا :
من فساد الملوك
من هلاك القرى
من سيرة النبي
من موقعة الجمل
من حروب الردّة
من آخر الغزوات
لتختمها :
وأصنام الكعبة إنـّا لمتعبات
(من قصيدة تحمل اسم نفس البيت )
فالكلام عن التاريخ العربي المشوش والمصنـّف لملوك أرادوها هكذا فوق أجساد الهالكين وبكاء المتعبات من هول جحيم السلطات وفساد الملوك ، هي دعوة للنفور لأناس عزّل ، وكلام عن الحب في أمكنة وأزمنة آمنة :
" دعونا
من كل أزمنتنا
دعونا
من كل أزماتنا"
فالأزمنة التي نعيشها هي أزمات حقيقية :
فذاك ربّ الكعبة الذي كان ومايزال صنما يعبد ومذبحا للسعودية التي استعبدت أبناءها ومازالت تقمعهم وتزجرهم قسرا للصلاة من خلال ضربهم بالعصي ليغلقوا دكاكينهم ، السعودية التي تمنع اختلاط الجنسين في شوارعها ومتاجرها وجامعاتها لأن المرأة عورة في عرفهم ولأنها من أغوت آدم المسكين ورمته إلى قعر الرذيلة ..
وتلك بيوت فقراء السعودية المعدمين المقهورين المبنية من الصفيح وجريد النخيل والتي تفتقر إلى أبسط حقوق الإنسان وسط بهرجة قصور وجواري آل سعود الذين بنوا مجدهم على العمالة و اللصوصية والتذلل للإنكليز..
آل سعود الذين تاجروا بالرقيق الأبيض ...
آل سعود الذين غسلوا عورات الأجنبي بالتالي يغسلون الكعبة ، يا له من دين رخيص ! فلم تعد هناك :
" من جنات
لا هي دانية قطوفها
ولا نحن بما
يجري تحتها من أنهار
بموقنات "
ألا يكفي هزءا بمشاعر وضمائر الناس ورياء أن تستبعد الشاعرة مليكة مزان من أمسية شعرية كونها قد شاركت في مؤتمر ضد الحقد والكراهية بين الشعوب ولو كان في إسرائيل ؟!
ألم ترفع كل الدول العربية علم إسرائيل ولو تحت جلابيبها ؟!
من علّمنا طعم أكل السجون ؟!
من لوّن أعيننا بسخام جدران السجون ؟!
من دفأنا من برد بلاط السجون غير أغطية السجون النتنة ؟!
أليس هم من يسمون حكاما "عربا" ؟!
من كممّ ولم يزل يكمم أفواهنا ؟!
من شرد مفكرينا في أصقاع العالم ؟!
أليس هم الطلقاء خونة الحقيقة والفكر ؟!
" إن الله مقيم فينا
يحارب الحب
بكل ما يبتكر من جحيم "
لم أقرأ جملة تصف الإرهاب العربي الإسلامي غير هذه الأبيات العظيمة من قصيدة مليكة مزان ( رأيت في ما ترى الثائرة ) .
نحن نحارب الظلم والقمع والاضطهاد والتشريد في إسرائيل وغيرها ، ولكننا ساهمنا في زرع الحقد والكراهية بين الشعوب وإن كان الشعب اليهودي والفلسطيني من خلال إرهاب حماس وحسن نصر الله لأهلِهم قبل محاربة إسرائيل في تدمير لبنان في حرب لا معنى لها ، وحصار أهل غزة من خلال الأعمال الصبيانية القسّامية لحماس !!
يكفي رياء وكذبا .. فشواطئ دول الخليج وشواطئ البحر الميت الأردني ملآى باليهوديات المستلقيات يتشمّسن ، بل وحتى أفواه الحكام المصريين قد جفّت من كثر ما قبّلت حكومة مصر أيادي الساسة اليهود ، ملعونون إلى أبد الآبدين أنتم أيها الزناة :
خمسون سنة
وأنا أشرب نفس الشاي
خمسون سنة
وأنا أقيم نفس الصلاة
خمسون سنة
وأنا أبايع نفس الزناة
( من قصيدة : حول سريري كلهم متشابهون)
هل أستمر في الكلام أم أصمت ؟!
هل تريدونني أن أصمت ولساني الذي ما انفك يدقّ باطن فمي يريد الكلام ، يريد رفع النقاب عن المسكوت عنه ؟!
أنتم من يتهم الآخرين بالإرهاب والتشريد .. هل سمعتم عن إرهاب جاء خارج نطاق الإسلام ؟!
من هم طالبان ومن هم القاعدة ؟!
من فجر مترو مدريد وناطحتي سحاب المركز التجاري العالمي ؟!
والفنادق والسيارات المفخخة ؟!
وممارسات حماس الارهابية ؟!
وتصدير الأفكار العوجاء لحكام إيران الإسلامية قسرا ؟!
وقمع الشعب الإيراني الحرّ الأبيّ تحت راية ولاية الفقيه المفروضة قسرا والتي سالت بسببها دماء الأحرار من الشعب الإيراني ؟!
أنتم يا من حاربتم مليكة مزان وسعدي يوسف وأدونيس والدكتورة الكويتية ابتهال الخطيب وغيرهم من المثقفين ..
هل لأنهم قالوا كلمة حق ؟!
هل لأنهم مسّوا إسلامكم المغلق ؟!
هل أنتم بمسلمين ؟!
أنا في شك من ذلك أيها الطلقاء يا حكام العرب :
"حتى يصير الربّ
على شيء من الهدى
لكم أيها الطلقاء واسع الخطاب "
( من قصيدة : هذي ملوككم اسألوا كبيرها )
ليس لي إلا أن أنحني للسيدة مليكة مزان فكل يوم أكتشف فيها ملاكا جديدا وجيفارا آخر .
jumann59@yahoo.com
السبت، مايو 08، 2010
مليكة مزان الشاعرة التي هزت عرش الشعر في المغرب

ـــــــــــــــــــــ
تزخر التجربة الشعرية المغربية بالكثير من القامات الشعرية النسوية الكبيرة والمبدعة، وكباقي الميادين الإبداعية يخضع هذا المجال الإبداعي للاحتكار حتى أنك لا تكاد تسمع إلا أسماء معينة في الملتقيات الثقافية، لهذا أردنا أن نسلط الضوء على شواعر مكثت طويلا في الظل، ليس لضعف قصيدها بل لتعففها .
في إحدى أماكن الظل وجدنا الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان تقول " أمي يعجبها عشق الغرباء " ، وكلمة الأم هنا توحي بالانتماء للأرض ، بالأصل الأمازيغي للشاعرة .
عند قراءة دواوينها تجد نفسا غريبا يشدك إلى الاستمرار في القراءة بنهم .
ذكرتني هذه الشاعرة بامرأة أخرى : الشاعرة النارية ، الفارسية التربية والخلق والثقافة ، والمنبوذة من طرف مجتمعها الذي لم يكتشف نبوءتها الشعرية إلا بعد رحيلها بعقود .. إنها الشاعرة العاشقة ″ فروغ فرخزاد ″ ، لها العديد من الدواوين الشعرية الجريئة والمتمردة على الملك شاه إيران .
تقول الشاعرة الإيرانية ″ فروغ فرخزاد ″ في إحدى رسائلها إلى صديقها القاص الإيراني ″ إبراهيم كلستاني ″ بعد حفل تكريمها : ( بين هؤلاء الناس المختلفين ، كم أنا وحيدة ، أحياناً تتمزق أنفاسي حزناً ... إحساس خارج دائرة الوجود وجريانه يخنقني… ليتني ولدتُ في مكان آخر ، مكان قريب من مركز الحركات والارتعاشات الحية )
تواصل نقل وجعها بقولها : ( واأسفاه… أكان علي أن أتلف عمري وقدرتي كلها فقط وفقط من أجل حبي للأرض واعتناقي لذكرياتي في الحظيرة المترعة بالموت والاحتقار والعبث ؟! هذا ما فعلته حتى الآن. أقارن ذلك التدفق الحي الذكي… أية قدرة يتقدم بها إلى الأمام ليوقظ الاشتياق إلى الإبداع والخلق . )
من شدة التزامها وحبها للأدب الجاد والنقي ترفض احتضانها من طرف المؤسسات الثقافية المشبوهة في إيران تقول ″ فروغ فرخزاد ″ : ( رأسي ممتلئ ظلاماً ويأساً. وأتمنى الموت. أموت ولا أضع قدمي في مؤسسة فارابي (مؤسسة سينمائية إيرانية لا زالت موجودة) ، ولا أرى مجلة ( ... ) ذات الرسالة الساقطة ، والتي لا تساوي خمسة ريالات ... )
والمرأة الثانية الشبيهة ( مليكة مزان ) شاعرة أمازيغية بلسان عربي فصيح ، فلتة جنونية في الشعر المغربي ، مازالت حية تصارع نكران أهل البلد وجحودهم من المبدعين والشعراء وبيوت الأدب والحكمة ، وتصارع الظلام المحيط بها، تقول مثلما قالت فرخزاد:
هي من تخوم المغرب غير النافع، من آيت اعتاب قرية احتوت كل الناس الطيبين، قرية تلامس بني ملال المدينة التاريخية التي كان قدرها أن تنجب امرأة انقلابية .
عندما تضحك تتفتق شفتاها عن أسنان بيضاء مرصوصة بعناية ، عندما تحادثك لا تثبت يديها، وكأن بها مس من الشعر، تستمع، متوجسة مما تقوله، ثم تلقي برأيها صادما كارتطام البحر بالصخر !
مزمجرة، هادئة، أحيانا، شاعرة دائما، محاصرة أبدا، كتبت، ويا ليتها كتبت منذ زمن، حين كان المد أحمر .. اسمها أيقونة الأحرار في بلاد الأمازيغ وكنيتها رسولة عشق بين البشر !
شاعرة هزت عرش الشعر في المغرب ، لم ينتبه لها أحد، تشعر دائما بالغبن والجحود من لدن أناس اعتبرتهم رجالات قضيتها، قبل الغدر ...
تصبح غالبا وحيدة ، تسعفها دائما أنغام موسيقى الأطلس التي تلملمها في بيتها الأنيق .
مربية تمردت على الأدب ، وغاصت في بيوت الشعر العميقة ، وأفرزت أجمل ما أذكرها به :
أمازيغية المنبت والأصل، ضحت بكل شيء، حتى الرفاه الذي كانت تنعم به .
قصائدها محرقة كالصواعق، ونافذة كالسلطة والحب والرذيلة ...
تقول ذات قصيدة أثقلتها بعنوان رهيب : ( أمي يعجبها عشق الغرباء )
ولكن أمي يعجبها عشق الغرباء ! ’’
تكتب، ولو قدر لك أن تقرأ قصائدها الممنوعة حسبتها النبي بصيغة المؤنث ، هكذا انتقمت من كل الذكورة في قصيدة صاغتها لأرض ارتضتها أرضا لها ، وعانقت البلاد بسوابق من ملفها النقي ، وهاجمها عتاة الليل ، كما يفعل بالكبار، قالوا عنها، والأصح أن يقولوا في قصيدتها : ″ أنها عاهرة ″ ، وهي لا تنفي التهمة عن القصيدة، وتتعفف في شخصها عن النعت، وتقول: أنا شاعرة أمازيغية دائما .. هكذا تذكر الكفار بشعرها..
تحتفل ، أيما احتفال ، بحريتها التي كبلتها لدهر، ودهرين، و أدهرة غابرة في كنف عافته من عفونته وجحوده وتسلطه، لا لشيء إلا لأنها قالت : أنا الشاعرة ... !
دواوينها كل ديوان بمحنة : المحنة الأولى خيانة العشيرة، والمحنة الثانية جرح ورذيلة، والمحنة الثالثة قلة حياء الجميلة، والمحنة الرابعة سر في خميلة، والمحنة الخامسة قالت : أنا القتيلة، والمحنة السادسة أدفن في آيت اعتاب القبيلة وموطن الأب المحارب القديم والخالد دوما في الذاكرة ، ومحنتها السابعة كلام للملاعين تقول فيه:
بحاجة أنا …
راضية ً مرضية
لا تفوت الشاعرة نشاطا ثقافيا يهم الثقافة الأمازيغية، وتبادر دائما بالتصريح بمواقفها بكل جرأة ...
لا يحتويها الخجل عند الكلام عن الشعب المغربي الذي تعتبره أمازيغيا ...
يؤاخذون عليها امتهانها العهر في القصيدة، وفي جوابها على سؤال بأية لغة تصرخين قالت وكعادتها: ″ منذ أن فقدت ثقتي في الصلاة عامة، وفي إله ودين العرب، صرت أصرخ بلغات ثلاث لا رابع لها: القصيدة العاهرة، كسر أواني المطبخ، البصق حولي كلما عضتني قسوة الأشياء أو أفقدني صوابي خبث المكان واللحظة والآخر الكريه ، أقول الكريه لسبب واحد: قسوته وإصراره على رفضه لي، وجحوده لحقوق شعبي وأرضي في الوقت الذي يتمتع هو فيه وقومه/عصابته بكامل اعترافي) ! ″
أليس هذا ما قالته ″ فروغ فرخزاد ″ القتيلة حين كتبت :
″ أبدا ما تمنيت أن أكون نجمة في سراب السماء
ولا شبيهة بأرواح المصطفين
أو جليسة للملائكة..
أبدا.. لم أكن منفصلة عن الأرض
لم أتعرف إلى النجمة.
على التراب وقفت
بقامتي مثل ساق نبتة
تمتص الهواء والشمس والماء
لتحيى ″
لكن، وبإلحاح، هل لم يبق أمام الشاعرة القاهرة من سلاح غير قصيدة العهر ، أم أنها أرادت أن تقول أن حتى اللغات المقدسة "فاسقة" وأن في لغتها المنسية ما يكفي من الطهارة ؟!
ــــــــــــــــــــــ
أحمد برطيع : كاتب صحافي وناقد أمازيغي
السبت، مايو 01، 2010
قراءة مرآوية لأدب مليكة مزان / عبد الوهاب المطلبي*

قد كتبت عن الأدب النسوي المغربي إذ تناولتُ إحدى قصائد الشاعرة المبدعة ″ نجاة الزباير″ وقد اتخذت ْ سبيلَ الأدب النخبوي لمعظم قصائدها الشعرية .. وأعجِبتُ بالقاصة المبدعة المغربية ″ بتول المحجوب ″ وقد تناولتها أيضا بقراءة مرآوية ، وكانت لها نكهة الصحراء وما يميزها من أدب الثورة والافتراق المر .
إنها تجيد توظيف الصدمة من خلال اللغة الكائن التي هي أيضا تستشرف البديل عن إيقاع الوزن العروضي ... أي أن الوزن الشعري في نظرها ليس إلا سلاسل كان يلعب بها هبل المخفي بعناية في جلباب الأمير أو الخليفة الذي رفع المصاحف كتفويض ساخر لإعدام ا لمشاعر الإنسانية ، فتقوى مثل هذا الرب هو احتفالية بعذابات البشر ... لذلك أرى اختيارها لقصيدة النثر تأكيدا لميثيولوجية ثورة الكلمات .
إن حداثية الوعي الذي تعتقده هو من يعطي البعد الفني لشعرها واختيار الإيقاع المنبثق من حرارة المفردات والاستعارات النارية بدلا من الارتماء في دفء التقليد والمحاكاة التي ترفضها مليكة مزان...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأحد، مارس 28، 2010
بمناسبة اليوم العالمي للشعر : كي تكون شاعراً مغربياَ !

فتحاياي الحارة إلى كل أديب ومناضل ومثقف حقيقي وطني-بمفهومه الحقيقي- وأخص بالذكر الثائر المتقي أشهبار و المناضلة الشاعرة مليكة مزان وكذا الكاريزمي معتوب لـونيس ، وباقي كتاب وأدباء ومناضلي الحركة الأمازيغية عموما ، إذ لا يمكن بل من المستحيل أن ننساهم : ومن هذا المنبر الحر نرسل أيضا تحية الصمود والمجد إلى مناضلينا داخل زنازن العار والذل (سليمان أوعلى، أوعظوش وأوساي وسكو ، وكل معتقلي الحركة الثقافية الأمازيغية السياسيين) ، والحرية لهم جميعا َ !
الأحد، سبتمبر 28، 2008
الناقد العراقي جمال المظفر : قراءة في سيرة النهد الأمازيغي : مليكة مزان نموذجاً

رب نهد لزينة الصباحِ
أنكَ
هذه اللغة الانفعالية الصاخبة لا تستثني أحدا ، نظرة المرأة المتحررة إلى الشخصية الذكورية العربية التي تنظر للمرأة نظرة دونية ، تنتقص من شخصيتها ، المرأة التي تدفع ثمن جريمة تاريخية لا دخل لها بها ، فدائما ما يحمل الرجل المرأة سبب تعاسته ، بل البشرية كلها من خلال استجابة حواء إلى غواية الشيطان عبر التفاحة التي أنزلتهم إلى الأرض :
2 ـ لولا أني أسامح هذا العالم / 2005
3 ـ لو يكتمل فيكَ منفاي ( قصائد / رسائل مفتوحة إلى مناضل أمازيغي / 2005
4 ـ حين وعدنا الموتى بزهرنا المستحيل / 2007
5 ـ متمرداً يمر نهدكِ من هنا / 2007