الخميس، سبتمبر 19، 2013

مليكة مزان .. المرأة الأمازيغية التي تصنع الحدث




تقرير من إنجاز الحسين بحماني كاتب ومناضل أمازيغي


عادت الشاعرة والمناضلة الأمازيغية مليكة مزان للاعتصام داخل أروقة مطار محمد الخامس بالدار البيضاء مساء أمس الإثنين 9 شتنبر الجاري رفقة بعض المناضلين الأمازيغيين، وذلك للتعبير عن سخطها وغضبها تجاه السياسة التمييزية التي تطال اللغة الأمازيغية من قبل إدارة المطار ومن خلالها وزارة النقل والسياسة العامة للدولة المغربية في تدبير ملف الأمازيغية بشكل عام .

وقد اختارت مليكة مزان العودة للاحتجاج ، حيث فضت اعتصامها الأول يوم الخميس الماضي في شبه خيبة بعد أن تلقت وعدا من إدارة المطار بالعمل على إدراج اللغة الأمازيغية في مختلف خدماته مستقبلا بدون أي اعتذار عن الإهانة التي طالتها في كرامتها وكرامة الشعب المغربي الذي تعد الأمازيغية إحدى لغتيه الرسميتين حيث اتضح أنها حيلة لإخراجها من أرض المطار بدون إثارة ضجة قد تحرج الإدارة أمام المسافرين الأجانب بالخصوص.

وعرف الاعتصام الأخير، الذي دام أزيد من أربع ساعات ، إنزالا لكل تلاوين الأمن بزي مدني ورجال الاستعلامات الذين استنفرتهم الأعلام الأمازيغية التي ترفرف على أرض المطار .

وقد توالت حلقات الحوار مع مليكة مزان التي أثارت انتباه المسافرين الذين تعاطف الكثير منهم مع موقفها حيث أصرت على إنزال مسؤولي المطار إليها من مكاتبهم المكيفة ، على حد تعبيرها ، بعد فشل محاولة استدراجها إليها، فقابلت هي ومرافقوها من المناضلين مدير المطار محمد باحاج الذي صرح أنه أبلغ المسؤولين بالحدث فور وقوعه وأن الأمر يتجاوزه ، الشيء الذي لم يكن مقنعا.

وأمام أنظار أصحاب البدل السوداء الذي حفوا المكان غير بعيد عن مكان الاعتصام نزل مدير قطب الكتابة العامة للمكتب الوطني للمطارات السيد محمد النوري ، والذي يعد كذلك المسؤول عن التواصل في المكتب ذاته ، ليتحاور مع مليكة مزان في المسائل التقنية المتعلقة بإدراج اللغات في خدمات مكتب المطارات الذي له مجلس إداري هو من يبث في الأمر وأن لا سلطة لإدارة مطار محمد الخامس في ذلك على حد تعبيره .

إلا أن مليكة مزان أصرت على طرح إشكال سياسي يهم وضعية اللغة الأمازيغية في الدستور والمفارقات التي تعيشها على أرض الواقع ، الأمر الذي حدا بالسيد محمد النوري إلى التأكيد ، بعد أن قدم وعد شرف على إبلاغ وزير النقل شخصيا بالحدث ، على أن المطار واجهة دولية للبلد وأكيد أن أجهزة الاستخبارات المدنية والعسكرية بالإضافة إلى الشرطة حررت تقارير في الأمر وأنه لن يمر بدون أثر يذكر .

والجدير بالذكر أن مصورين ببدل سوداء صوروا الاحتجاج بمختلف وضعياته ، يرجح أنهم من أجهزة الاستعلامات ، والملفت للانتباه أنه لم يرصد حضور أية جريدة ورقية لتغطية الحدث سوى إحدى الصحف الحزبية الناطقة بالفرنسية هي "L opinion " .