الأربعاء، مارس 26، 2008

الكاتب الفرعوني صلاح الدين محسن : مليكة مزان حتشبسوت الأمازيغية في المغرب

نص المقال :

عندما قرأت للمرة الأولي أن علماء الأنثروبولوجي – الأجناس – يصنفون شمال افريقيا كله بما فيه مصر علي أنهم يتبعون " جنس البربر" حسبما أطلق عليهم الرومان ، أو الأمازيغ ، الذي هو الاسم الصحيح - كما يقول أمازيغ البلاد الممتدة من ليبيا وحتي المغرب - وقليلون بواحة سيوة ، بصحراء مصر الغربية - والذين يسكن منهم كثيرون بدول إفريقية أخري عدة بجنوب الصحراء الكبري ..

حينها لم أتوقف كثيرا عند تلك المعلومة – أن المصريين الفراعنة وأحفادهم الذين يحملون مواصفاتهم المرسومة علي جدران معابدهم ، عم من جنس البربر - أو الأمازيغ - وكنت كلما قابلت مواطنا مغربيا بمصر – وهذا قليل الحدوث – ألاحظ أنه من الصعب التفريق بينه وبين المصري الفرعوني البشرة والقوام والملامح – حفيد الفراعنة ولكنني لم أكن لأتوقف كثيرا أمام تلك الملحوظة .

ولكن عندما جئت كندا وحيث يوجد الكثيرون جدا من المغاربة ، فوجئت بأنني كلما قابلت رجلا أو امرأة ، وجعلني لون بشرته ، وتقاطيع وجهه وروحه من الداخل ، فإنني أجزم بأنه لا يمكن إلا أن يكون مصريا - أو امرأة مصرية – ثم يتضح لي أنه مغربي أو مغربية !
ولما تكررت معي تلك الملحوظة كثيرا .. هنا انتبهت وأحسست بصحة ما قاله علماء الأنثروبولوجيا من أن كل شمال إفريقيا بما فيه مصر - من لم يختلطوا بدماء أخرى - إنما ينتمون إلى جنس واحد هو جنس " البربر " كما أسماهم الرومان قديما أو جنس الأمازيغ وهو الاسم الصحيح كما يري الأمازيغ الذين لا يزالون يتكلمون بلغة أجدادهم الأوائل ويعيشون بدول المغرب – من ليبيا وحتى المغرب وبعض دول إفريقيا - كما ذكرنا –

إذن هناك أواصر دم وأصل واحد تربط بين المصريين أحفاد الفراعنة وكل دول شمال إفريقيا .. و لعل المرة الأولى التي أدركت فيها بأن أحفاد الأمازيغ موجودون ككيان قومي يحتفظ ويتكلم بلغة أجداده ويكافح لإعادة هويته الأمازيغية وبسطها على كل أرجاء بلادها بعد أن دحرها المستعمر البدوي البدائي العربي وفرض لغته التي سادت بالبلاد بينما لغتها الأصلية صارت غير معترف بها ! وأن هؤلاء الذين يمثلون الآن الأغلبية يكافحون بكل ما لديهم لإعادة فرض لغتهم كلغة رسمية وتدريسها بالمدارس .. كان ذلك من خلال مظاهرات أمازيغ الجزائر منذ سنوات ..

وبعد ذلك عندما استخدمت الأنترنت عرفت بأن الأمازيغ موجودون بكل بلاد المغرب وبعض دول جنوب الصحراء- وإن تعددت لهجاتهم – وأنهم يكافحون بإصرار لاستعادة هويتهم التي طمرها المعتدي المستعمر العربي منذ مئات السنين ...

ثم قرأت لكتاب وشعراء أمازيغ - وخاصة من المغرب – يكتبون بالعربية بالإضافة لكتابة أدبهم وشعرهم بلغتهم الأمازيغية ، ويحرصون على القول والتأكيد على أنهم أمازيغ وليسوا عربا ، وأنهم جادون ويصرون على إعادة هوية بلادهم ، والتخلص من هوية البدو العرب المعتدين الغاصبين .. في حين أننا نجد في بلد كمصر ، رمز الطائفة التي ترى بأنها تمثل أصل مصر (...) يقول بلهجة لا تخلو من الاعتزاز بأنه يكتب شعره بالعربية ـ ليس باللغتين ، المصرية القديمة والعربية ، كلا وإنما بالعربية وحدها !

فهل هل يساعد هذا على عودة هوية مصر الحقيقية إليها ؟ هذا ما لا يفعله الأمازيغ ..

وعندما نشرت مقالا من قبل - من أسابيع قليلة بعنوان "زهور الأمازيغ تتفتح بعد 1400 خريف" جاءني تعليق من قاريء يقول :
"تعجبت من مغربي قابلته بالبلد الذي أعيش فيه ، يلعن العرب ويسبهم ويقول أن المغاربة ليسوا عربا ، لقد فرحت جدا بهذا الكلام ، فقد يأتي اليوم الذي تكون فيه كلمة عربي مسار سخرية لما فيها من خداع للوطن المسمى ظلما بالعالم العربي ، ويعرف الناس هويتهم الحقيقية وتكون كلمة عربي مرتبطة بالخزي والعار"

وعن الأمازيغ نقتطف سطورا من مقال للكاتب الأمازيغي المغربي " عساسي عبد الحميد "يقول الكاتب الأمازيغي – المغربي – عساسي عبد الحميد في مقال له بتاريخ 20 نوفمبر 2006 بموقع : copts-united.com :

’’ أرض تامازغا تلك البلاد الممتدة من الحدود الليبية المصرية شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا ، ومن المتوسط شمالا إلى تومبكتو والنيجر جنوبا ... لنا لغتنا التي تسمى بتامازيغت والتي تفرعت عنها عدة لهجات...( تاريفيت- تاشلحيت- تاقبيليت- تاشويت – تاسويت ...) ، ولنا أبجديتنا المدعوة بـ "تيفيناغ" ، وأرض تامازغا هي المسماة حاليا ظلما وعدوانا ببلدان المغرب العربي رغم أننا لا علاقة لنا بالعروبة ، كما هو الشأن بالنسبة للشعب المصري ذو الجذور الفرعونية القبطية أحب من أحب وكره من كره ...

ولم يكتف رعاع العربومانيا الفاشستية العنصريون بإلحاقنا بركب بني جحش وبني كليب بل قاموا بمنعنا من تسمية أبنائنا أسماء أمازيغية تحت ذريعة الردة والوثنية وحرمت اللغة الآمازيغية من الدخول في المنظومة الوطنية ( الإعلام والمدرسة ) وغيرت أسماء لقرى ومدن وأنهار وأعطوها أسماء عربية قحة ، وبنضالنا وإصرارنا تمكننا من اكتساب بعض من الحقوق وبدأنا نشهد الأمازيغية في المشهد اليومي في المدرسة والإعلام ، ولو أن هذا لا يكفي ما دام هبل يسكن رؤوس المسؤولين وما دامت بلداننا عضوا بالجامعة العربية الشبح ... وبدأ الأمازيغ يعطون لأبنائهم أسماء أمازيغية مثل : أكسيل – ماسين – أيور – أنير- زيري -أورنيد... بالنسبة للذكور ، وأسماء مثل : تيتريت – تيفاوت – ديهيا ـ نوميديا – تايناست ... بالنسبة للإناث ’’

ونحن نظن بأن الأمازيغ لا نظير لهم بباقي الدول المسماة بالعربية – لا نظير لزخم الرفض للعروبية والإصرار على إعادة هوية بلادهم الحقيقية ...من المغرب وحتي ليبيا نجد الأمازيغ يناوشون مع القذافي الذي لا يعرف حقيقة تاريخ بلده - كباقي الحكام لدول المغرب الأمازيغي والمسمي زورا وجهلا بالمغرب العربي ! والذي يقول ـ كغيره من المضللين وبشعره الأجعد الذي يتميز به الأمازيغ كجنس عن جنس العرب أنه عربي ويدعو لما يسمي وحده عربية .. ويكافحون لإعادة هوية بلدهم الأمازيغي إليه بعد أن دفنها المحتلون البدو العرب ...
ليس هذا فقط بل للأمازيغ كونجرس عالمي ..

وهذا ما لم نعرفه إلا مؤخرا ، مما ينشره المناضلون والكتاب الأمازيغ على الأنترنت ، بينما باقي الدول لا يوجد بها سوى أصوات فردية أحادية كأدونيس الشاعر الكبير في سوريا ، وسعيد عقل في لبنان – الذي لا أدري إن كان حيا الآن أم لا ؟ وقلة من المثقفين النابهين في مصر الذين يريدون إعادة هوية مصر الفرعونية الحضارية المجيدة إليها والتطهر من عار العروبة ، كما حزب مصر الأم الذي لم توافق السلطات علي قيامه !

أما النوبيون - في مصر بالذات - وأبرز أصواتهم الأديب النوبي المناضل .. فأظن بأن مطالبهم جغرافية وقضيتهم ليست مع العروبة وباذنجانها المسمي :الاسلام ، وإنما مع السلطات المصرية وأعداء الحرية وحقوق الأقليات في مصر..

ولم نلمح للنوبيين رؤية تحررية من العروبة وعقيدتها اللعوبة والتي هي السبب الأول والرئيسي في تدمير مملكة النوبة وارتكاب الفظائع العربية الإسلاماوية ضد النوبيين، وإن كنا نشعر بالإكبار والانبهار بشعب النوبة فحسب لأنه حافظ على لغته القومية حتى الآن بعكس المصريين الفراعنة ...

وما عدا ذلك فإن أغلب الشعراء والأدباء والكتاب بالدول المصابة بالعروبة وديانتها الأكذوبة – بمن فيهم شاعر الأرض المحتلة (محمود درويش) ! أشعروا أو كتبوا يبكون على سقوط غرناطة الإسبانية آخر معقل للمعتدين المحتلين العرب وضياع ما يسمونه بالأندلس من يد العرب ! ويعبروا عن حلم عودة العرب للأندلس وإعادة الأندلس ( أسبانيا ) إلى زريبة العرب وحظيرة الدول المسماة بالعربية .. وكأن أسبانيا كانت عمارة صغيرة أو عزبة – ضيعة – ملك للعرب وضاعت منهم !!!

وكل أجداد هؤلاء الشعراء والأدباء شربوا ذل الاستبداد والاستعباد والاستعمار والنهب والسلب والاغتصاب علي يد المستعمر العربي الذي تجرع منه الأسبان نفس الكأس المر ... !

فهل يا ترى لا يعرف هؤلاء حقائق التاريخ ؟! ( بل إنه ميكروب عروبي يلحق بعقول مثقفي تلك الشعوب للأسف ) وقد وصل الأمر بمثقفي ومبدعي تلك الشعوب إلى درجة أن أديب مصر الأكبر الحاصل علي نوبل - نجيب محفوظ - قال في خطاب تسلم الجائزة الدولية الكبرى أن قدماء المصريين كانوا بناة امبراطوريات زائلة ، أما العرب فكانوا أصحاب حضارة انسانية !!

قلب نجيب محفوظ حقائق التاريخ ، وكما ذكرنا بمقال سابق لنا " عتاب إلى نجيب محفوظ " منشور بموقعنا الخاص بموقع الحوار المتمدن " ... ولم يصدر في مصر ثمة رفض أو اعتراض أو استنكار لما قاله محفوظ لا من الأدباء ولا النقاد ولا أحد البتة لا على المستوي الرسمي دفعا للإساءة التي لطخ بها وجه مصر وحضارتها ، ولا على المستوى الثقافي .. فقد كان الكل فرحين بالجائزة والسلام ... !

أما الأمازيغ فإنهم تصرفوا تصرفا مختلفا تماما عندما علموا بنبأ منح جائزة اليونسكو لمفكر أمازيغي مغربي من نوعية هؤلاء المفكرين الذي يلعبون ويتقافزون على حبل العلمانية والليبرالية تارة ، وعلي حبل العروبة والإسلام تارة أخرى ، ويحصدون بذلك جوائزا وشهرة على حساب قضايا نهوض وتحرر بلادهم مما يعوقها عن النهوض ويؤخر تحررها.. فماذ فعل الأمازيغ ؟

لم يفرحوا بمجرد منح جائزة دولية لأمازيغي من ذاك النوع ولم يسكتوا .. كلا ، وإنما اعترضوا بمجرد الإعلان عن الجائزة ، واقرأوا معنا ما نشره الأمازيغ بأكثر من موقع إلكتروني : شفاف الشرق الأوسط ، الحوار المتمدن ، موقع " بلا حدود " وغيرها من المواقع وباللغتين العربية والفرنسية التي يجيدها الأمازيغ عن المناضل الأمازيغي الأستاذ على خداوي ، ونشرتها شاعرة الأمازيغ مليكة مزان :
’’ معا ضد كل مثقف مخل بواجبه الإنسانيمليكة مزان malika_mezzane@hotmail.com الحوار المتمدن - العدد: 1725 - 2006 / 11 / 5

رسالة مفتوحة إلى منظمة الأمم المتحدة للعلوم الإنسانية والاجتماعية ˝ اليونيسكو ˝

تحية إنسانية راقية وبعد .. نحن الموقعون أسفله ، جمعيات وفعاليات من داخل المجتمع المغربي وخارجه وفعاليات ومنظمات عالمية أخذت على نفسها أن تدافع بكل الطرق الحضارية السلمية عن الحقوق اللغوية والثقافية للشعب الأمازيغي ..

ـ إذ علمنا باعتزام المنظمة تكريم المغربي محمد عابد الجابري بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة المزمع عقد أشغاله بالمغرب أيام17-16-15 نونبر2006 ؛

ـ وحيث أن السيد محمد عابد الجابري يعد أحد المنظرين الرئيسيين لإبادة اللغة والثقافة الأمازيغيتين سواء على مستوى مواقفه المتكررة إلى يومنا هذا والمعبرة عنها ، على سبيل المثال لا الحصر ، في كتابه ˝أضواء على مشكل التعليم بالمغرب˝ ( دار النشر المغربية 1974 ، ص : 146 ) ، أو من خلال ما تعود عليه في الأوساط الجامعية ، طيلة الأربعين سنة الأخيرة ، من ترويج مبالغ فيه للإيديولوجيا العروبية حتى بات من المعروف ، لدى الخاص والعام ، أنه من المدافعين المتشددين عن الأنظمة العربية العنصرية الدموية حيثما وجدت ، إلى درجة أنه صار "محترما جدا بالشرق..." كما يؤكد ويفتخر بذلك أتباعه من المثقفين المستلبين المغاربة .

إننا لنعتبر أي تكريم محتمل من طرف المنظمة للسيد محمد عابد الجابري تراجعاً فظيعاً عن الصرامة الأخلاقية التي تتسم بها الفلسفة ، وخيانة للقيم الإنسانية العليا التي لا بد لكل فلسفة عقلانية إنسانية أن تلتزم بالتأسيس لها والدفاع عنها ضمانا للعدالة الحقة المنتظرة والتي يصعب إحلال السلم والإخاء البشريين من دونها.

هذا بالإضافة إلى أن تكريما لمثقف لاإنساني ولا مسئول كالسيد محمد عابد الجابري ومن قبل منظمة أممية كاليونيسكو ليعد إهانة ما بعدها إهانة للمشاعر الوطنية والقومية للشعب الأمازيغي داخل بلاد تامازغا وخارجها. إننا ، بناء على ما سبق ، لندعو المنظمة وكل الضمائر الحية فيها إلى مراجعة قرارها بشأن تكريم السيد محمد عابد الجابري ، والتحلي بالتروي اللازم ، وببعد نظر إلى ما قد تجره مبادرة كهذه من سمعة سيئة للمنظمة ، ومن تشكيك في حسن نواياها حين يتعلق الأمر بنشر قيم التعارف والتسامح بين شعوب الأرض وثقافاتها. عن المناضل الأمازيغي الأستاذ علي خداوي alikhadaoui@hotmail.com
انتهى المقال
***
أغلب شعراء وأدباء وكتاب الدول التي مسح العرب هويتها ولغتها - كما قلنا - كتبوا يبكون على ضياع ما يسمونه الأندلس ( إسبانيا ) من يد العرب ويتمنون عودتها لحظيرة التخلف العربي - مثل بلادهم (!) إلا شاعرة الأمازيغ .. فقد نهجت نهجا متحضرا إذ تعرف أن ما فعله العرب بإسبانيا كان جرائم بشعة ضد الإنسانية وقاد تلك الجرائم تحت راية العرب الغزاة الذين خدعوا بمزاعم رسالة سماوية ادعوها القائد الأمازيغي المسمى " طارق بن زياد " فأرسلت شاعرة الأمازيع " مليكة مزان " رسالة اعتذار لشعب إسبانيا عما لحق ببلاده وأجداده على يد جدها ذاك المسمى " طارق بن زياد "

فقد اختلفت شاعرة الأمازيغ عن نظرائها الشعراء من الدول الموطوءة بالعروبة ، ورأت ألا تكون العلاقة مع إسبانيا وشعبها علاقة مستعمر امبراطورية عرباوية يسيل لعابها على إعادة احتلال إسبانيا كما سبق ! بل تصرفت شاعرة الأمازيغ على نهج عمتها الملكة المصرية الفرعونية " حتشبسوت " المنتمية أصلا كمصرية للجنس الأمازيغي ، وكما يقول علماء الأجناس ومثلما يشهد الواقع حتى الآن .. إذ كانت ملكة مصر حتشبسوت متحضرة في علاقتها ببلد كالصومال " بلاد بونت" كما أسماها الفراعنة في ذلك الوقت ، إذ لم تشأ حتشبسوت أن تكون علاقة مصر بالصومال علاقة تابع ومتبوع لامبراطورية مصرية وتذهب إليها بصفتها صاحبة التاج لامبراطورية ومستعمرة ، بل كانت تذهب على رأس قافلة للتبادل التجاري .. لقد كانت علاقة إنسانية متكافئة راقية بين البلدين وليست علاقة امبراطورية مع مستعمرة ...
وإذا كان الفراعنة قد وصلوا بجيوشهم لبلاد الشام وحدود العراق فلأن أمن مصر كان يتطلب ذلك إذ كان كل الغزاة يأتون من الشرق ، ولم يكن لرغبة الفراعنة فى إقامة امبراطوريات كما كذب نجيب محفوظ في خطابه أمام جائزة نوبل ...

هكذا رأت شاعرة الأمازيغ أن تكون العلاقة مع إسبانيا وشعبها علاقة صداقة ، مثلما كانت تفعل عمتها " حتشبسوت " مع الصومال .. وبدأت بالاعتذار عن جرائم جدها طارق بن زياد ، في حين لا زالت تركيا بعجرفة العثماني ترفض الاعتذار للأرمن عن جرائمها في حقهم ، ولا نتصور أن يعتذر ملك السعودية عن جرائم العرب في الأندلس إذ يعدها العرب أمجادا (!) ، كما لا نعرف شاعرا سعوديا متحضرا كتب قصيدة أسف واعتذار لشعب إسبانيا عما اقترفه أجداده المعتدون الآثمون في حق إسبانيا .. في حين قدم الأمازيغ المتحضرون اعتذارا لإسبانيا وشعبها عن قيادة جدهم الأمازيغي لجيوش العرب المعتدين على إسبانيا ..

وكان الأمازيغ هم الذين كانوا على المستوي الحضاري والمتمدن و قدموا اعتذارا الشعب إسبانيا - سبقوا به الاعتذار المتمدن والراقي الذي قدمه " توني بلير" رئيس وزراء بريطانيا - الذي صدر منذ أيام - عما جرى من 200 عام للأفارقة من خطف واتجار واستعباد بمعية الامبراطورية البريطانية ...
( ... )
’’ الخروج من قفص العروبة " هو عنوان مقال سابق لنا نشر منذ ما يقرب من عام قلنا فيه أن الشعوب والدول المسماة بالعربية هي في حقيقة الأمر أفيال حضارية محبوسة في قفص دجاج اسمه العروبة حتى تقزمت ، ولكنها تحمل صفاتها الحضارية ومثقفو تلك الشعوب الذين هم عقلها وضميرها الذي يخطط للغد ، يتململون ويتبرمون بداخل قفص العروبة فبلادهم وتاريخهم أفيال حضارية وليست دجاح يحبس بقفص العروبة ، وقلنا أن أحد تلك الشعوب سوف يفتح باب ذاك القفص ذات يوم خارجا منه وستتبعه باقي الشعوب والدول في الخروج وترك القفص لأصحابه يسكنونه وحدهم ، أو يتحضرون إن شاؤوا ..

ويبدو مما سبق أن تلك الخطوة التاريخية لن تكون لشعب مصر ذي الحضارة الخالدة ولا لشعب العراق العريق الحضارات ، العراق المسكين المصدوم بصدامه وعروبة صدامه وما جرته عليه تلك العروبة ولا لشعب سوريا العريق سجين حزب أكذوبة الأمة العربية الواحدة ودجل ونصب يسمي : الرسالة الخالدة (!!!) وإنما الشعب الأمازيغي المناضل هو الذي ستكون له شرف الريادة وقيادة تلك الشعوب المنكوبة بفتح باب الخروج من قفص العروبة والانطلاق نحو الحرية والتقدم والتحضر والخلاص من بداوة العرب المزمنة بعد 1400 عام حالك من عمر الزمان ... !!!