الأحد، مارس 28، 2010

بمناسبة اليوم العالمي للشعر : كي تكون شاعراً مغربياَ !

لكي تكون كاتبا أو شاعرا مغربيا ؟!
صحيح عنوانٌ يحمل تناقضات عديدة وإشكالات كبرى لذا دعونا نقوم بإعادة طرحه نظرا للتناقضات والتساؤلات التي تتبادر إلى ذهننا، وكذا الأفكار الخاطئة والمغالطات التي نُحتت في أذهان الكثير منا :
أن تكون كاتبا أو شاعرا مغربيا؟!
معناه أن تكون مُعترفاً بك في حكومة الفاشيين !!!
فلا يعني ولا يهم مدى إبداعك أو ما القضية التي تُبدع من أجلها ، كما نرى لدى معظم شعراء وكُتاب الحركة الأمازيغية ، فرغم إبداعاتهم الفكرية التحررية لا ولن يكونوا يوما شعراء أو كتًابا أو مفكرين لدى هذه الحكومة أو في قاموس الأنظمة العروبية - الوافدة المُصطنعة - القائمة هنا بشمال إفريقيا عموما ، ما دامت هي نفسها ليست وطنية (حكومات لاوطنية كما يُطلق عليها) ، فالكاتب أو الشاعر الحقيقي المُعترف به لدى هذه الأخيرة -الحكومات العروبية اللاوطنية - هو ذلك الشاعر المُنسلخ/المُستلَب الذي يتغنى ويعيد فقط صياغة أشعار وقصائد محمود درويش أو غيره من شعراء أمة أو وطن ليس منه ولا ينتمي إليه بتاتا ولكي لا يٌقال أنني عنصري أو متشدد ، فالمشكلة هنا بالنسبة لي لا تكمن في محمود درويش أو أي شخص يُناضل من أجل قضية معينة - قضيته الوطنية وهموم شعبه - فهنيئا للشعب الفلسطيني بمحمود درويش وأمثاله ولأرض فلسطين بشعرائها وكتابها الوطنيين المخلصين لها، الذين لا يمكن أن نجد يوما ما أحدهم يناضل من أجل قضية ما غير قضية أمته - كما نرى ونجد لدينا نحن- ، فدرويش على الآقل يناضل من أجل قضية وطنه وهموم شعبه عكس ما يُسمى بالشاعر أوالكاتب أو المثقف هنا لدى حكومة الفاشيين-الحكومات والانظمة العروبية -.
فلكي يٌعترف بك لدى هذه الأنظمة كشاعر أو كاتب مثقف ، وتٌدرًس إبداعاتك في المقررات والمناهج الدراسية عليك أولا أن تُغير في قاموسك مفهوم الــــــوطنية وأن تحذف أي شيء له صلة من قريب أو من بعيد بمثل هذه المفاهيم ، بل عليك أن تقوم كما فعله سقراط بالفلسفة ، أي أن تقلب كل شي رأسا على عقب ، وتُغير كل شئ وتكون مجرد وسيلة لتمرير خطابات و أيديولوجيات هذه الأنظمة. وتُكوِن فكرة في ذهنك هي أن يكون كل شئ ضد نفسه وعكس الواقع إلى أن يصل الآمر اليك أنت أيضا بنفسك ، عليك أن تنسلخ من هويتك الحقيقية وتنسى أو تتناسى هموم شعبك ووطنك (…) وألا ينصب تفكيرك إلا على ومن أجل هموم وقضايا أمم أخرى لها مناضلوها ومفكروها ، فهذا هو المناضل والشاعر الحقيقي أو الكاتب المثالي لدى هذه الحكومات.
فمسألة أن تفكر يوما أن تكون شخصا واقعيا أو وطنيا، وتناضل أو تبدع من أجل قضايا أمتك ووطنك ، فاعلم أن هذه هي بداية نهايتك ، إما عن طريق منع كل إبداعاتك ، أي قتلك بطريقة أخرى غير القتل المعروف ، أو عن طريق القتل المعروف المباشر -الاغتيال-، كواقع ومصير مناضلي وشعراء ومثقفي الحركة الآمازيغية بشمال إفريقيا من أمثال المناضلة الأستاذة مـــــــليكة مزًان ، والآديب الثائر المتقي أشهبار أو الفيلسوف والأديب الآمازيغي المرحوم محمد خير الدين ، وغيرهم كثير من الشعراء والفلاسفة والمبدعين الكتاب الذين ماتوا ولايزالوا يموتون في وطنهم الموت البطيء ، رغم إبداعاتهم القيمة التنويرية التي تخدم هموم وقضايا الشعب المغربي الحقيقية ، وتنير طريق هذا الشعب ، والتي توجه نقدا لللاوطنين-الفاشيين الشرقانيين- وأذيالهم من المستلبين الإسلامويين والمتمركسين .
اسمحوا لي فأنا لست ضد هذه التوجهات أو لكي لا يظن أحد أنه تكونت لدي فكرة شوفينية تجاه أي من هذه الآتجاهات والتوجهات الآيديولوجية ، أكيد لا، لكن كما قلت أن كل شئ وكل مفهوم لدى هؤلاء قد تغير وأصبح ضد نفسه ، انطلاقا من مفهوم الوطنية ( الحقة ) ، بل وحتى الحقيقة نفسها تم تزييفها بدءا من الاسلام حتى الماركسية في معنياهما الحقيقيين ، فكل شئ تم تزييفه و تغيير معانيه ودلالاته.
لذا فكل من يريد أن يتم الاعتراف به ككاتب أو شاعر لدى هذه الحكومة أو هذه الآنظمة بصفة عامة عليه ـ كما قلت ـ أن يغير كل شيء ويزيف الحقيقة وأن يتجرد من كيانه وهويته الحقيقية ، وأن لا تكون أشعاره إلا من أجل النكبة أو النكسة ، وإياه تم إياه ب( تافسوت ) أو انتفاضات الربيع الأسود بمنطقة -القبايل بالجزائر الأمازيغية - حيث أكثر من مائة قتيل وجريح ومعتقل، أو ثورات الشعب الأمازيغي (المغاربي)، إياه و كل هذا، لكي يُعترف به كأديب أو كشاعر كما اعترِف بالشعراء والمثقفين (الكبار) في "المغرب العربي" ! والله إنها لمهزلة ! إن الشعراء والآدباء الحقيقيين، هم أمثال من ذكرتهم سالفا ، أمثال معتوب لونيس الثائر الحر ، هذا الشاعر الرسول-الرسول في المفهوم الأدبي وليس في المفهوم الديني- الذي كرس حياته وناضل منذ نعومة أظافره (المتمرد) من أجل قضية إنسانية ، قضية الوجود -الأمـازيغية- حتى آخر رمق في حياته ، وانتهى به المصير المشؤوم الذي يعانيه ويعيشه كل أديب أو شاعر مثقف أمازيغي ـ كما قلت ـ إما عن طريق الموت البطئ ، أي منع كل إبداعاته وإقبارها لكي لا تصل الى شرائح الشعب أو الرأي العام ، أو ـ كما وقع له ، أي لمعتوب لونيس وغيره من أمثال بوجمعة الهباز ومولود معمري وكذا سيفاو … عن طريق الاختطاف أو الاغتيال والتصفية الجسدية .
هذا هو مصير كل مثقف أو شاعر مغربي أو مغاربي حقيقي -أمازيغي- يناضل من أجل قضايا وهموم الشعب المغربي الحقيقية. فكونك تناضل من أجل قضايا وطنك وهموم شعبك ـ فهذا بالنسبة للحاكمين ولأذيالهم -المُستلَبين- يُعتبر خرقا لشرط من شروط وطنيتهم-المقدسة "العروبية-الاسلاموية"-من المحيط الى الخليج الفارسي ، ويعتبرونك انفصاليا ليس إلا.. فكل شئ تم تزييفه وتغييره وتجريده من حقيقته !
فتحاياي الحارة إلى كل أديب ومناضل ومثقف حقيقي وطني-بمفهومه الحقيقي- وأخص بالذكر الثائر المتقي أشهبار و المناضلة الشاعرة مليكة مزان وكذا الكاريزمي معتوب لـونيس ، وباقي كتاب وأدباء ومناضلي الحركة الأمازيغية عموما ، إذ لا يمكن بل من المستحيل أن ننساهم : ومن هذا المنبر الحر نرسل أيضا تحية الصمود والمجد إلى مناضلينا داخل زنازن العار والذل (سليمان أوعلى، أوعظوش وأوساي وسكو ، وكل معتقلي الحركة الثقافية الأمازيغية السياسيين) ، والحرية لهم جميعا َ !
بقلم أمازيغ بوي / عاشق لونيس معتوب ـ عن موقعه وبتصرف