الجمعة، سبتمبر 12، 2014

في المغرب، وكشعب أمازيغي أصلي، عودتنا الدولة العروبية الإسلامية ألا يستجيب ضميرها المريض سوى لمطالب غزة وما جاور غزة .


(حوار أجراه الشريف السداتي إعلامي أمازيغي لصالح موقع "بوابة آيت اعتاب")

نص الحوار:

ـ س: الأستاذة مليكة، أود طرح بعض الأسئلة وسأكون ممنوناً لك بالإجابة عليها حتى ننشرها في موقع "بوابة آيت اعتاب"  خاصة بعد الضجة التي خلقها تهديدك للدولة المغربية.

ـ ج: تفضل بطرح أسئلتك، أما الإجابة عليها فليس لي رفضها لأن في رفضها رفضاً لأداء واجبي القومي نحو شعبي وثقافتي ووطني، وهو ما لن ترضاه لنفسها وسمعتها مناضلة مثلي.

ـ س: طيب، ما هي دواعي تهديدك الأخير لرئاسة الحكومة ووزارة التربية الوطنية بمزيد من ذاك الاحتجاج الفردي الذي صرتِ تعرفين به؟

ـ ج: إنها هذا التحقير الجارح الذي ما تزال تتعرض له لغتنا الأمازيغية على أرضها، خاصة مع كل موسم دراسي جديد، وذاك حين يرفض بعض المسؤولين عن قطاع التعليم في بلادنا التقيد بالمذكرات الوزارية الصادرة، تلك المذكرات التي تنص على ضرورة إيلاء تدريس اللغة الامازيغية لكل أبنائنا المغاربة كل الأهمية التي تستحقها خاصة وأنها اللغة الأولى للشعب. أجل، إن دواعي ذلك هي هذا التحقير الجارح، ومعه كل هذا التواطؤ اللإنساني واللاوطني من أكبر المسؤولين في البلاد عن مصير هويتنا وثقافتنا الأمازيغيتين حتى أصغرهم.

ـ س: هل يمكن اعتبار هذا التهديد بمثابة فرصة أخرى من جانبك لشد انتباه الدولة ودفعها للتعامل بشكل جدي مع ضرورة تدريس اللغة الأمازيغية، ومع باقي مطالب القضية الأمازيغية بشكل عام؟

ـ ج: غيرتي الصادقة على شعبي ووطني وثقافتي وتاريخ أجدادي هو ما يدفعني دائماً إلى تهديد كل من يتجرأ ويلعب بالنار مع مطالب شعبنا العادلة. وأعتقد أن دولتنا الآن (متجسدة في مؤسستي رئاسة الحكومة ووزارة التعليم)  وبسبب سياساتها العنصرية تستحق أكثر من تهديد واحد.

ـ س: هل باعتقادك أن هذه الخطوة النضالية ستدفع الدولة للاستجابة لتهديدك المعبر عنه، وبالتالي رد الاعتبار للقضية الامازيغية؟

ـ ج: دولتنا العديمة الضمير، إلا قليلا، لا يستطيع أي تهديد أن يدفعها إلى الاستجابة الحقيقية إلى أي مطلب من مطالب شعبنا، ولا حتى إلى التفكير في أي رد للاعتبار يكون حقيقياً وجاداً لأمازيغيتنا (هويةً وأرضاً، ثقافة وتاريخاً وشعباً)، طبعاً إلا إذا كان ذلك التهديد تهديداً لكراسي مسؤوليها ولاستقرار البلاد، والحال هذه على هكذا دولة غبية أن تستدرك بأننا سنظل هنا نجدد كل تهديد قوي منا لكراسيها ولمسؤوليها حتى يستيقظ ضميرها كما هو متفوق دائماً في يقظته إزاء مطالب غزة وما جاور غزة .

ـ س: ماذا سيكون موقفك في حال لم تستجب الدولة لمطالبك؟

ـ ج: سآخذ استراحة محاربة لا تلين، ثم أفكر في ما يجب عمله مجدداً، فما بقي من العمر نذرته لاقتراف كل الحماقات الجميلة التي ستصون كرامة شعبي وتجعله يتذكر يوماً، وقد صار يتمتع بكامل كرامة، أنْ كان من بين نسائه الغيورات المناضلات امرأة اسمها مليكة مزان، عفواً أريد أن أقول اسمها مليكة أمزان، امرأة أمازيغية من جبال الأطلس استمدت كل قدرتها على الرفض والتمرد من روح منطقة لها تاريخها العريق في فن التصدي لكل أشكال الإهانة والاستعمار ألا وهي جهة تادلا أزيلال.