الاثنين، سبتمبر 08، 2014

على الشعب الكوردي ألا يكتفي بأحلام أصغر من حقوقه المشروعة ...

 

(حوار أجراه الأستاذ محمد خوشناو مدير التخطيط لشبكة رووداو الاخبارية المستقلة 
لصالح جريدة رووداو الكوردية)

نص الحوار:

ـ س: الأستاذة مليكة، أعربتِ عن دعمك لقوات البيشمركة الكوردية في حربها مع داعش بطريقة ملفتة، ما الذي دفعك لاتخاذ هذا الموقف؟

ـ ج: لعل تعاطفي المتجدد مع الشعب الكوردي على امتداد مقاومته لكل أشكال القهر الممارسة عليه بحثاً عن خلاصه الجميل والنهائي من أي قبضة مؤلمة للهمجية هو دافعي الأول. لكن هناك دافع آخر ألخصه في كوني حين لاحظت درجة الهمجية التي صار يتعرض لها الشعب الكوردي ارتأيت أن أسانده بنفس أسلحة الهمجيين ولو على المستوى المجازي والرمزي. فإن كان هؤلاء لا يترددون في استعمال أي سلاح مهما كان غير أخلاقي أو غير مسموح به فنحن أيضاً لا تنقصنا الجرأة ، ولو نظرياً، على  استعمال نفس أسلحتهم حتى نريهم بأننا نحن أيضاً عليهم قادرون.

ـ س: التعاطف مع المسألة الكوردية داخل المجتمع الأمازيغي شيء معروف، ولكن يبقى السؤال هو: لماذا هذا التعاطف؟

ـ ج: هو تعاطف تلقائي كان منتظراً على أساس أن الشعبين معاً يمران بنفس المحنة، محنة العيش في ظل تسلط عربي إسلامي متعدد الجنسيات، تسلط كان مصير الشعبين معه هو هذا العيش على الهامش وذاك التشرذم بين عدة بلدان وحكومات، حكومات اختارت كلها نهج سياسة القهر والإبادة في حق الشعبين معا.

ـ س: هل نستطيع أن نجزم بأن الحركة التحررية في كوردستان أثرت على المجتمع الأمازيغي، إذا كان الأمر كذلك، من ساهم في نقل هذا التأثير إلى المجتمع الأمازيغي من كتاب وفنانين مثلاً؟

ـ ج: لا أعتقد أن الشعب الأمازيغي كان ينتظر تحرك الشعب الكوردي ضد الطغيان، ولا أي تحرك تحرري آخر في العالم حتى يتحرك بدوره، فالضغط الذي تعرض له الأمازيغ كان كافياً لدفعهم إلى الرفض والمقاومة .

ـ س: هل أنت مقتنعة بإنشاء جمعية صداقة أمازيغية كوردية؟

ـ ج: ليس المهم هو إنشاء جمعيات للصداقة بين الشعبين، بل تفعيل أهداف هذه الجمعيات على أرض الواقع، وأعتقد أن واقع الشعبين قد حال، حتى الآن، دون أية صداقة حقيقية مثمرة لصالحهما معاً.

ـ س: هل وصلتك رسائل، بعد إعلان موقفك، من الكورد أو من غير الكورد، من العرب مثلاً؟

ـ ج: وصلني كم هائل من رسائل الشكر والتقدير من طرف الكورد (جنوداً ومثقفين ورجال قانون وصحافيين وساسة)، ومن الأمازيغ والعرب وصلني نفس الكم من الرسائل لكن أغلبها رسائل استنكار أو شتم. ولكل قوم أو شعب دوافعه الخاصة سواء شَكَر مبادرتي وقدرها، أو ذمها واستهجنها .

ـ س: هل فكرت في زيارة لإقليم كوردستان؟

ـ ج: بل قل: هل فكرت في زيارة لدولة كوردستان إذ لا يجب على الشعب الكوردي الاكتفاء بأحلام أصغر من حقوقه المشروعة. وإجابة على هذا السؤال سأقول بأني كلما خطرت على بالي كوردستان إلا وتبادرت إلى ذهني ألوان كوردستان، وجبال كوردستان، وأعياد كوردستان، وأهازيج كوردستان، ودمعت عيناي. لا أدري لماذا ولكن هذه هي الحقيقة. ربما كنت في حياة ماضية مواطنة كوردية كل ما تفعله في حياتها الجديدة هذه هو أنها تحلم بزيارة أرض ربما كانت يوماً ما موطنها الأصلي، زيارة ستكون حتماً حدثاً تاريخياً رائعاً بالنسبة للشعبين، وبالنسبة لي شخصياً ستكون بمثابة حج مبارك لديار كوردستان المقدسة، وصلة رحم لأشقائي الكورد ستكون قد جاءت متأخرة جداً .

ـ س: هل للقضية الكوردية صدى أو صوت في قصائدك أو إنتاجك الأدبي عامة؟

ـ ج: بل أعتز بأني من المثقفين الأمازيغ الأوائل، وربما بكوني أول من كتبت أدباً جميلاً صادقاً حول مأساة الشعوب الأصلية، وقدمت تصريحات صحافية قوية لكثير من الإعلاميين المغاربة والأجانب، تصريحات كلها تعاطف مع الشعب الكوردي بصفة خاصة وانتصار جميل لقضيته العادلة. وأعتقد أن أرشيف وسائل الإعلام السمعي والبصري في كوردستان ستظل تشهد لي بذلك ما شاء لها الزمن.